ADAB !!!

الأحد، سبتمبر 08، 2013

رؤي المساء 5



و رأيت أنني برفقة فنانة الخمسينيات السمراء الشهيرة ، كانت عجوز و حيدة ، لطيفة المعشر حلوة الحديث ، متلهفة لرفيق صبور يتذكر أيام مجدها الذاهب . و كنا في نزهة للأهرامات نخوض في الرمال الممتدة . و كانت مغتبطة و لكنها تسير بمشقة ، فأمسكت بكفها الواهن لأعينها علي السير . و أنا أحاول أشن أتذكر أهي ذات الكف التي أمسك بها العندليب في المشهد الشهير منذ نحو 60 عاماً ؟! ، و تألمت لحركة الزمان المرعبة ، و تهت في أفكاري حتي شق الصحراء صوت آذان الجمعة من زاوية صغيرة تقوم في الصحراء ، و حرت هل أذهب للصلاة فأودع النجمة الشهيرة ، أم أبقي و أقضي الصلاة لاحقاً ؟! كما أني لم أكن علي علم برأيها في الدين و لا كيف تكون نظرتها لي لو تركتها لأصلي . و لكني حسمت أمري بعزيمة صادقة، و قلت :
- سيدتي ، يجب ان اذهب لصلاة الجمعة .
و لم أكمل جملتي حتي وجدتها تلف رأسها بإيشارب و هي تهتف :
- الله يفتح عليك ، نلتقي بعد الصلاة .
ثم مرَقَتْ بسرعة فرَقَت في سلم حلزوني ضيق علي يمين الزاوية ، و دلفت أنا إلي المسجد مترعاً بالسرور و السكينة . و فور دخولي انقبض قلبي لدي رؤية حديث نبوي مكذوب علي الحائط ، ثم وجدت ولياً قد وُضِع علي يسار المحراب جسداً مسجي بغير ضريح !!. و نظرت للمصلين فأيقنت أن المسجد غير سني ، و جعل الوقت يدهمني و أنا واقف لا أستطيع أن أدخل في الصلاة و لا أستطيع الخروج إلي الصحراء و جعل الحزن ينداح متسعاً و الفكر يمتصني بشراهة .