ADAB !!!

الثلاثاء، أكتوبر 06، 2020

ذكرى أكتوبر

 * تسرب يوم 6 أكتوبر  إلى كياني في زمان يسبق وعيي بالوجود.. فلما انتبهت للدنيا وما يجرى فيها وجدتني أعشقه عشقًا كأنني حضرت الحرب وما صاحبها.. بل كأنني حضرت النكسة وأكتويت بخيبتها حتى شفاني منها النصر.. كيف حدث ذلك؟ لا أدري..


* من أول أكتوبر وعلى مدى عمري كنت أجد للجو نسمة حارة رغم البرد.. وأشم رائحة الصحاري رغم وجودي بالقاهرة.. وعلمت حين دققت النظر بذلك الشعور أنه شعوري بالكرامة.. بالقوة.. بالحرية اللانهائية..


* اعتاد أبي أن يستمع إلى أغنيات حليم الوطنية مسبوقة بتعليق جلال معوض فتترسخ بكياني مهابة وعظمة هذا اليوم الذي يختصونه بهذه الآيات من الفن..


*ويروي أبي -الذي كان مهندسًا ضمن الفريق العامل على السيارات البرمائية المسؤولة عن سحب الجسور بعرض القناة- حكايات كثيرة عن الاستعداد للحرب فأجد لها صدى عميقًا في الروح كأنها انحفرت في جينات أبي التي انتقلت لي.. لا أدري هل يمكن ذلك أن يكون تفسيرًا علميًا مقبولًا؟!


* حتى مصايفنا التي كنا نقضي بعضها في الإسماعيلية كانت تغذي داخلنا الشعور بلذة الانتصار الكبير.. 


* كنا نشاهد السفالات والإجرام على أرض فلسطين فلا يهديء ثورتنا سوى أننا ذات يوم مزقنا هؤلاء المجرمين 


* صادف أن أهدتني الأقدار زيارة لسيناء في إجازة 6 أكتوبر بلا أدنى تخطيط مسبق.. فقط  خرجنا من البيت لا نعلم إلى أين فوجدنا السهم يشير إلى "راس سدر" فتبعناه بلذة مغامرة.. وحين وصلت توكد لدي أن كل ما كان يهف على قلبي من الحرارة ورائحة الصحاري كان يأتيني من هذا المكان.. دون سابق معرفة أو لقاء.. 


* ويوم آخر.. وكنا نقف فوق أطلال بارليف الممزقة بينما أحد أسودنا في سيناء يحلل لنا ما حدث يومها من بطولات ثم يقول: كل ما حدث ليس إلا معجزة من الله.. وعلى بعد أمتار من موقعنا هذا كانت عيون موسى الكليم تشهد على معجزة أخرى وانتصار آخر للحق على الباطل.. وأشار الضابط على طول ذراعه وهو يقول: وعلى بعد أميال قليلة تجلى الله لموسى.. فارتبطت ذكرى أكتوبر بسيناء المقدسة وبموسى وبالله.. لتزداد قيمة في قلبي.


#حرب_أكتوبر