ADAB !!!

الثلاثاء، يوليو 14، 2009

رمضان "مسلوق" أبو العلمين حمودة ... 1

رمضان "مسلوق" أبو العلمين حمودة !!!...

لا أحد يختلف - فيما أظن- علي إمكانيات يوسف معاطي الساخرة ،تلك الأمكانيات التي استغلها فأحسن استغلالها في صياغة قوالب كوميدية حديثة؛ تشبه الواقع كثيرا و لكنها لا تتطابق معه علي عكس ما يحدث مثلا في قوالب بلال فضل التي تنقل من الواقع أمر و ألذ ما فيه و لكنها تتطابق معه لدرجة انك تشعر انك تستطيع أن توقف ميكروباص و انت علي مقعدك في السينما أو أن تخرج من السينما إلي الشارع دون أن تلحظ بوابات السينما !!! أما يوسف معاطي فقد نجح في صياغة تلك الكوميديا الواقعية الأنيقة بدءا من الفكرة و نهاية بالحوارو الذي ستجده يشبه مقالاته الي حد كبير فالحوار -في مقالاته- شبابي روش ممتع جدا، و هو كذلك - في افلامه- بالأضافة إلي كونه متجانس مع الفكرة و مع الموقف و مع الواقع المعاصر الذي تمثله شخوص العمل ، شاهد مثلا:( الواد محروس بتاع الوزيرو التجربة الدانماركية والسفارة في العمارة أو مرجان أحمد مرجان أو حسن و مرقص) ،و لكن سؤال بايخ و سخيف يفاجئني و يلح علي قائلا: و لكن لماذا لم يستطع يوسف معاطي أن تكون له بصمته الرائعة تلك في بداية عصر ما يسمي بالسينما الشبابية ؟! و لماذا لم تكن له اسهامات علي نطاق الكم أو الكيف توازي أعمال أحمد عبدالله و أحمد البيه و محمد حفظي و قبلهم مدحت العدل , لاحظ أنني أتحدث علي مستوي الكم و الكيف . و لكي تكون الصورة أكثر وضوحا يمكنك أن تشاهد تجربته في أواخر التسعينيات قبيل" ثورة الأسماعيلية(رايح جاي)!!!" في فيلم "يا تحب يا تقب" انتاج 1994 و جزءه الثاني "هتحب و تقب" انتاج 1997 " ثم أنتقل بك لعصر أخر لتشاهد له أيضا عام 2005 و هو في قمة نضجه و اسمه علي أي أفيش يضمن نسبة مشاهدة مرتفعة و نشاهد " معلهش احنا بنتبهدل" فهل تستطيع المقارنة بين الفيلمين و بين أفلام عادل أمام التي ذكرتها؟!!! الواقع انك لا تستطيع المقارنة علي الإطلاق و هنا يبرز السؤال الأسخف : ما هو دور عادل امام في نجاح الصيغه الشبابية الروشة ليوسف معاطي سينمائيا ؟!!! و كيف يستعمل يوسف معاطي قماشة ضيقة و مليئة بالأشواك و المحاذير الرقابية فيخرج لنا رداء اكثر من رائع في السفارة في العمارة . ثم يمسك بقماشة عريضة مليئة بالألوان فيخرج لنا "شورت" معلهش احنا بنتبهدل مع الأحتفاظ لأحمد آدم بكل تقدير كممثل أتقن دوره كأفضل ما يكون...
نصل إلي محطتنا الأخيرة وهي فيلم " رمضان مبروك أبو العلمين حمودة" و الذي تفاءلت كثيرا و أنا أري اسميهما علي الأفيش " محمد هنيدي" - أسطورة الكوميديا مع الإعتذار لشباك التذاكر- و الرائع "يوسف معاطي" , أضف إلي ذلك الأسم العجيب الذي يدل علي انك ستشاهد فيلم جديد تماما ...
و انطلاقا من هذه الخلفية المضيئة دخلت السينما و اظلمت القاعة فإذا بي أشاهد فؤاد المهندس أو محمود يس في دور الناظر أو مدرس اللغة العربية أو التاريخ الذي يحاول تنشئة التلاميذ بالعنف مندفعا من ماض لم يعرف الأنحرافات أو الزلل ,ماض قدس فيه العلم و الثقافة و أمجاد الحضارة العربية ,فيبدو كالأراجوز, و تنشأ المفارقات من لغته المختلفة عن لغة العصر و لغة تلاميذه و تنفجر الكوميديا من لقاء خواجة يتحدث الألمانية مع عيال في نزلة السمان. ثم يضاف الي الكوميديا السابقة الحبكة الدرامية التي تتمثل دوما في أن المبجل أو الخواجة هذا ينمو الي علمه أن عددا من تلاميذه علي علاقة ما بشخصية نسائية مستهترة (شويكار مرة و نادية الجندي مرة أخري و هذه المرة سيرين عبد النور) و المدهش رغم تكرار هذا الحادث ثلاث مرات علي الأقل في السينما فانني لم أفهم ما الذي يدفع امرأة في هذا السن إلي استمالة (لا أقول إغواء لأن الأغواء دائما من نصيب المعلم المحظوظ بطل الفيلم و المشاهدين طبعا !!!) أقول ما الذي يدفع امرأة في هذا السن إلي استمالة عيال في ثانوي ؟!!! لم أعثر علي أجابة غير أنه غير معقول مثلا ان يقوم بطل الفيلم بدوره و هو عميد للكلية أو مدير عام في شركة يقرر تقويم موظفيه بالخرزانة !!!
نرجع للفيلم أو الأفلام !! ثم يقوم البطل بتعقب تلاميذه حتي يقع وجها لوجه أمام المزة الجامدة جدا و دائما ما تكون المزة هي أول إمرأة يشوفها البطل عشان يشهق من جواه ويتعب نفسيا , ثم يدور الصراع علي خلفيات ثقافية و دوافع بشرية مختلفة وعقد متتعددة فيتفرع الطريق الدرامي وينهار محمود يس حتي يتزوج المزة و يسرح بها في الموالد ثم يقتلها علشان ضيعت عليه احترام التلاميذ وسبوبة الدروس الخصوصية.بينما فؤاد المهندس يراجع طريقة حياته فيكتشف أن المزز دائما علي حق !!! بينما اختار يوسف معاطي للأستاذ مبروك طريقا وسطا بلا شوك او صراعات معقدة ويحدث الأنهيار بتاع محمود يس بلا سبب ثم يحدث اقتناع فؤاد المهندس الخاص بالمزز بلا سبب أيضا و ينتهي الفيلم ... هذه هي القصة و تنور القاعة مرة أخري و شكرا ...
ما الجديد ؟! لم أعرف ... و لولا محمد هنيدي و عبقريته لما استطعت بلع هذه الكتل المسلوقة ... أبدع محمد هنيدي و رش ملح و بهارات و لكن ذلك كما تري لم يستطع محو السلق الذي حدث تماما ...
بالإضافة الي بعض الخدع و المغاورات التي قام بها معاطي كأمهر لاعب خط وسط في البرازيل و لكن المشكلة انك كمشاهد اصبحت في موقع المدافع المسكين في نادي تليفونات بني سويف مواجها رونالدينهو !!! فالفيلم يبدأ قبل بدايته ... من خلال أغنية التتر و التي من المفترض أن اللجوء لها يكون بغرض تلخيص المقدمة و الدخول في الأحداث مباشرة . التتر يتحدث عن التعليم و الدروس الخصوصية و المصاريف و المرايل و الكشاكيل و الأسرة المصرية المسكينة و حين ينتهي التتر تتنتهي أيضا الفكرة التي طرحها تماما !!! لنجدنا و جها لوجه مع سوبر هنيدي أو رمضان مبروك أبو العلمين حمودة الذي يشكم المدرسة تلاميذا و مدرسين وصولا للناظر و الوكيل إلي عواجيز البلد في مركز محو الأمية ثم ينطلق رونالدينهو مثبتا مدافع بني سويف عند هذه اللقطة ليفاجئنا أنه انتقل للحياة الشخصية للأستاذ و استجابته لرغبة أمه الملحة في تزويجه في مشهد ممتع جدا يجعل المدافع يستغرق في الضحك لينطلق رونالدينهو إلي مدرسة خاصة بالقاهرة جل تلاميذها من أبناء ذوي النفوذ و الوزراء لينقل لنا الواقع التعليمي و السياسي المرير الذي " يحدث في مصر الآن " و هكذا طوال الفيلم لهث المتفرجون في محاولات مضنية للإمساك بخط سير الفيلم بلا طائل , ما هي المشكلة الحقيقية و ما هو الهدف و لماذا يصر رونالدينهو أو يوسف معاطي علي المراوغة و الإطاحة بحارس المرمي دون التسجيل في المرمي .
كنت اتمني أن أقول يا أستاذ رمضان... مبروك هذا التعاون الجميل و لكني مضطر للقول يا أستاذ رمضان ... مسلوق أبو العلمين حمودة ..... !!!
و للحديث بقية لو شاء المولي ...