ADAB !!!

الثلاثاء، يوليو 14، 2009

النكتة تقول (1)

النكتة تقول :
إن ثعبانا وقع في حب " ثعبانة " !!! . عادي جدا ، و لكن السيء في الموضوع أن هذا الثعبان كان يشكو من ضعف بصره . لم تكن المشكلة أنه لا يستطيع أن يمتع عينيه بمفاتن محبوبته ، فالمحب لا يري مفاتن حبيبته كما أنه لا يري عيوبها !!! ، أو أنه لا يستخدم عينيه لهذا الغرض فهو يحبها كده و خلاص أو قل بقلبه لا بعينيه. إنما كانت المشكلة أنه لا يستطيع أن يغازلها ، فالغزل و كلمات الإطراء هي روح الحب رغم أن 90% منها فشنك ... فهو بسبب ضعف بصره لا يستطيع أن يغازل محبوبته فلا يستطيع مثلا أن ينوه بنعومة جلدها فربما تكون مصابة بمرض جلدي و تحسبه يحاول السخرية منها و لا يستطيع مثلا مثلا أن يتغزل "لسانها الطويل المشقوق و حركته الجذابة " فربما تكون" بنص لسان" و برضه هاتفتكره بيتريق عليها ، و هكذا لا يستطيع التغزل في جسمها أو عينيها أو بقها اللي بينقط سم !!! ...
هنا أحس أنه محكوم عليه بالحب مع ايقاف التنفيذ ، كل يوم يروح يقعد جنبها شوية و يمشي ...
و ذات يوم و هو راجع يجرجر همه قابله صديق "روش" ذو خبرة و ذو مقص بيقطع بيه ذيل السمك و الثعابين !!! خبطه صديقه علي كتفه قائلا في لهجة شاب روش مخلص:" ايه يا سناك ؟ مالك يا عم بتزحف كده و مضيع ؟!!" . تلفت الحبيب يمينا و يسارا ثم باح لصديقه بالسر كله ، هنا ضحك صديقه في استهزاء و قال:" بس كده ؟!! أمال ثعبان ازاي بس ؟! بص يا ريس انت هاتروح "بويزون مول" هاتلاقي في الدور التاني جنب بتاع الضفادع المحمرة KFD محل نظارات جامد أخرحاجة ، اكشف و اعملك نظارة و خلاص يا معلم ." هتف المحب في لهفة : و أشوفها عادي ؟!
- تشوفها و تشوف اهلها حتي اللي خلاص ماتوا !!
و بعد يومين وجده صديقه الروش مغرق الأرض بدموعه و قد أخذ يحطم النظارة الجديدة ( مش بإيديه طبعا،و ماتسألنيش عملها إزاي ؟!!) فصاح فيه:" مالك يا مجنون فيه إيه ؟!!". هنا انفجر الثعبان المحب منهارا:" الثعبانة اللي قعدت أحبها أسبوعين ماطلعتش ثعبانة ؟!!" صرخ صديقه غير مصدق:" طلعت دكر ؟!" . هنا إنهار صاحبنا تماما و هو يصيح :" طلعت خرطوم مرمي في الجنينة !!!" ......
انتهت النكتة و لم ينته اعجابي بإرادة الثعبان الأكثر من رائعة ... نعم أكثر من رائعة ... فهو علي الأقل فهم و عرف و الأهم رأي حقيقة محبوبته ،و أقنع نفسه بها ، فتحرر من قبضة حب كاذب و لم يشأ أن يخدع نفسه أكثر . فما أكثر ما نقابل أشخاصا يمارسون "التعامي " و هم يرون حقيقة الأشياء و لكنهم لا يحبون رؤيتها لأنها قد تسلب منهم قدرا غير يسير من اطمئنانهم الداخلي و لو كان كاذبا لا يستند علي شيء ، أو التنازل عن مزايا لم تكن من المفترض حصولهم عليها من البداية، كما أنها قد تحملهم علي العمل و هو مالا يريدونه ، فيبقي الحال علي ما هو عليه. و المشكلة الحقيقية أن هذا التعامي ليس له ضحايا إلا هؤلاء المتعامون و لو كان هناك ضحايا آخرون فإن المتعامين يظلون هم الأكثر تضررا. و اسمحوا لي أن استثني من هؤلاء "متعامين " من نوع آخر ... يمارسون التعامي غصب عنهم ،و بلا أدني إرادة منهم ، هؤلاء أشفق عليهم و أدعو لهم بانفتاح البصيرة قبل العيون . هؤلاء عماهم ليس بسببهم و لكنه بسبب "المرايا العمياء" !!! عارفينها طبعا ؟ و كلكم استخدمتوها . البعض بل القليل جدا إكتشف خدعتها في الوقت المناسب ، و الآخرون أو الآخريات ذهبوا ضحيتها و نشروا صورهم بالبدلة السوداء و الفستان الأبيض !!!. فهذه تعشق و تذوب عشقا و بينما هي في أحلامها تهزها صديقتها قائلة:
- فوقي يا هبلة ... و الله شايفاه الأسبوع اللي فات في مارينا كل يوم مع واحدة و الأسبوع اللي قبله هايدي حكتلي بلاوي عنه...
و لكنها من تحت لحاف الأوهام تقول في نفسها : آه يا عقربة يا حقودة ... و الله لاسيبك تتنتطي علي رأي تمورة ... و برضه مش هافوق ثم تقول لها :
- يعني يعرف بنات كتير ، صح ؟!!
- صح ...
- و معني إنه اختارني ، إني أجمد مزة فيهم ...
هذه الجملة الأخيرة كانت بإيعاز من المراية المكارة ، فهي في هذه اللحظة تتعامي بس غصب عنها ، فهي تدرك تماما أن
" روميو " سيعرف أي حتة لحمة تكتب في خانة الجنس بالبطاقة : أنثي !!! و لكنها لا تستطيع أن تتخذ أي قرار
و الآخر الذي يهيم بفتاة و يظل يحكي عنها لأصدقائه ليل نهار ، حتي إذا صادفتهم في الطريق لكز صاحبه قائلا في خشوع :
- هي دي ...
و لا يتمالك صاحبه نفسه فيهتف :
- دي ؟!!! أنت مجنون ؟!!! يابني إانت مش شايف ؟ دا فيه قطر دخل في بقها ...!!!
فيقول العاشق في هيام :
- يا بخت القطر ...
ينظر له صديقه حانقا مغتاظا ، ثم يقرر إلقاء ما يظنه القنبلة :
- بس يا بابا انا مش هاقولك حاجة بس عايزك تسأل لميس صاحبة وائل هاتقولك ان السنيورة دي من جوة أوحش كتير
من برة ...
و لكن الولهان مازال يسمّع نفس الأسطوانة بنفس الهيام :
- يا بخت من جوة و يا بخت من برة ....!!!
هنا لا يملك الصديق سوي أن يتركه و حيدا في وش القطر اللي هيدخل بقه لا محالة !!!
نرجع للمتعامين الذين يمارسون التعامي الذميم ، بدءا من رئيس اي مؤسسة او حتي رئيس «حاجة اكبر » و الذي يوهم نفسه انه محبوب من عموم مرؤوسيه و هو يدرك اكثر من الناس نفسها انها «تطيق العمي» و لا تطيقه ... و لكنه يتعامي علشان يوفر و اليوم يعدي!!! و هذا الذي تولي منصب ما فيقارن نفسه بزملائه الذين تفوق عليهم و هو يدرك انه يطبق نظرية « الاعور وسط العمي ملك» و يتعامي عن حقيقة انه يجب ان يقارن نفسه و امكانياته بشخص اقوي فعليا بدلا من ان يقضي عمره كله «اعور» و ربما يصل للعمي ...

و قد قال الأمام "علي" -علي ما أذكر- الناس علي أربع ... رجل يعلم و يعلم أنه يعلم فذاك عالم فاسمعوه ، و رجل يعلم و لا يعلم أنه يعلم فذاك غافل فنبهوه ، و رجل لا يعلمو يعلم أنه لا يعلم فذاك جاهل فعلموه، و رجل لا يعلم و لا يعلم أنه لا يعلم فذاك أحمق فاجتنبوه ....
الله علي الحكمة... فكم منا يعيش بهذا الحمق الذي هو في حقيقة الأمر" التعامي" الذي اتحدث عنه ...ببساطة خالص ماذا كان يمكن أن نصف الثعبان إياه إذا استمر في حبه و الذهاب كل يوم ليراها ؟!!!!! و الله العظيم نحن نفعل ذلك و لكن بصور مختلفة ...!!!
...أيام تسلمنا لأسابيع و الأسابيع تسلمنا لشهور و سنين ثم تسلمنا لمزبلة التاريخ التي نقبع فيها الآن... و عمنا يطلع يقول : الوطن العربي يعيش أفضل أيامه الآن !!!......
ما رأيكم أن نذهب جميعا لشراء نظارات من بويزون مول الدور التاني بجوار كنتاكي فرايد ضفدع ؟!!!