ADAB !!!

الجمعة، مارس 22، 2013

رؤي المساء (3)


و رأيتني في مصعد فندق عالمي فخيم في إحدي المدن العربية ، و كان معي في المصعد رجل أجنبي و زوجته ، و كنت أعرف أنهما ألمان ، و لم تلبث الزوجة الجميلة أن أقبلت نحوي ثم قالت بإغراء :
- ألا تشاركنا السهرة ؟!
ثم اقتربت فحبكت معصميها حول عنقي و هي تنظر في عيني و لكني جعلت أنظر نحو زوجها الذي كان ينظر في الأرض و قد بدا في عيني القلق ، فضحكت و هي توكز زوجها قائلة :
- لا تخشي شيئاً ... إنه ليس أكثر من صديقتي !!
و لكني لم أكن مرتاحاً تماماً ، و جعلت أستغفر الله في سري و أسأله أن يعصمني ، و أقتربت المرأة أكثر حتي أستطعت أن أميز نعومة جسدها الغض الساخن، هنالك سكتُ عن الاستغفار و صرت بين الرغبة و بين الرفض في منتصف الطريق تماماً ، و وقف المصعد فجذبتني المرأةُ و لكني قلت و أنا أؤجل قراري :
- سأجلب أشياءاً من غرفتي و ألحق بك !
و بعد نزولهما فوجئت بأن الأزرار في المصعد قد أصابها خلل و أني نسيت أن أسجل رقم طابقي بسبب حديثي مع المرأة الجميلة . هنالك جعلت في هستريا أطرق لوحة الأزرار حتي ضغطت زر المساعدة ، فوقف المصعد ثم إنفتح بابه و طالعني رجل مصري في زي العمال ، فأخبرته بمشكلتي فسألني :
- أي دور تريد ؟
- الثمانون ...
فجعل يفك و يربط ثم خرج و هو يقول :
- سيأخذك المصعد لدورك فلا تقلق ...
و أخذ ينصحني بأشياء لم أنتبه لها بينما المصعد يهبط ببطء و الرجل ينظر نحوي من طاقة ضيقة و كأنني في قاع حفرة . أخذ المصعد يتسع شيئاً فشيئاً و هو يهبط في ظلام رمادي أبصر فيه ماحولي و لا أراه ، حتي انتبهت إلي نقالة إلي يساري قد شد عليها جثمان ميت ، ثم لم يلبث أن حاول هذا الميت القيام ، فتراجعت مفزوعاً إلي داخل المصعد لأجدني في ساحة رمادية باردة فسيحة ،يأتي النور كسولاً ضعيفاً من باب بعيد في أخرها ،قد رص فيها عدد أخر من الموتي ، و في ساحة مجاورة أدوات غسل و حفظ الجثامين . عندئذ أصابني الرعب فرحت أجري بين الجدران الصماء ...
و ضاعف من حزني و إكتئابي أني كنت أري وراء هذه الجدران المرعبة ، البهو الفخم للفندق غاصاً برواده الأثرياء المغرقين في السعادة و الهناء . و علي بُعد عدة طوابق فقط ، تنتظرني السيدة الألمانية الحسناء متهيئة للحب و لليلة واعدة بالملذات و العشق .