سَيَرحلْنَ ... و سترحلُ خلفهِنَ كلُ الحكايا و تذوي الأغاني ... و تنتحرُ الذكرياتُ و تذبل الهدايا و لن يبقي ... إلا أنتِ ... مغروسةً كالريحانِ علي ضفافِ العمرِ و باقيةً كالنَقشِ في القلبِ ... بين تياراتِ الدمِ المفعمِ بالجنونِ و الحنايا
و رأيتني عائداً من العمل في المساء ، سالكاً طريق بيت أهلي القديم الذي عشت فيه قبل زواجي ، و في مدخل بيتنا وجدتها كأيام الحب الخالي تقف في انتظاري ، فاجأني وجودها و ردني في لحظة خمسة عشر عاماً للوراء قبل ان يمزقنا الفراق . و انتعشت روحي لحضورها الجديد ، و طرب قلبي لأنغام الذكريات التي لا تنسي . و أهدتني وردة بلدي قبل أن تختفي . ثم وجدتني مع زوجتي في غرفة نومنا ، و حين عانقتني ، انغرست اشواك الوردة - التي خبأتها في معطفي - في صدري و صدرها ، فصرخت ، فأيقنت بالمصيبة التي جاءت بلا تمهيد .