ADAB !!!

الأربعاء، يناير 08، 2014

جزيرة بدران


لاحت للحظات - في التراس الكبير بالفيلا الأنيقة بجزيرة بدران بالقرب من شاطيء النيل -بشعر أصفر مجدول و عينين خضراوين تحرسهما روح المراهقة الوثابة، فشملت الحديقة الممتدة حتي سور الفيلا بهيام و محبة ثم رفعت بصرها إلي النيل فانعمت النظر في حبور ، ثم شرعت تغني بصوتها المرتفع الحسن " يمامة بيضا " ، و في نغمتها حنين للمستقبل الغامض الواعد بشتي المسرات . و بعد لحظات اختفت لتظهر ابنتها - بشعر أصفر لم ترث عنأمها سواه - فانشغلت بمراقبة كروان جريح يتخبط بين فروع شجرة بوانسيانا في قلب الحديقة، ثم اختفت لتلوح ابنتها للحظات بشعرها الأسود الفاحم و عينيها اللوزيتين و بنطلونها التشارلستون ، و أخذت تراقب عمال البلدية و هم يساوون الرصيف علي بعد مترين من التراس ، و جعلت ترسم في خيالها صورة الحديقة التي طالما تحاكت بها الأسرة و التي كانت تمتد بعرض هذا الشارع الجديد حتي ماوراء هذا الصف من العمارات التي صارت "مجرحاً " و هماً يحجب النيل تماماً، ثم أنشأت تغني بصوت حسن خفيض " اللي شبكنا يخلصنا " .ثم لاحت ابنتها بشعر أصفر و عينين خضراوين و قد رشيق و هيئة تذكر بصورة الجدة الكبيرة في شبابها الذي لم تحتفظ به صور ، ودّعت التراس و المشهد بعينين دامعتين قبل أن ترتفع عمارة صفراء قبيحة احتل التوكتوك و سائقوه مدخلها الواسع كجراج و استراحة .