ADAB !!!

الثلاثاء، سبتمبر 23، 2014

أنا و النجوم 4

علي الرغم من أن " جوينيث بالترو " تكبرني بنحو 4 سنوات كاملة ، و علي الرغم مثلاً من أنها في يوم 21 مارس 1999- و بينما كنت أخطو أول خطواتي العملية في شركة أدوية محلية - كانت هي تحتضن تمثال الأوسكار الذهبي كأحسن ممثلة عن دورها في فيلم " شكسبير في الحب" !! . إلا أننا احتفظنا بصداقة ممتعة لا تنظر للفروق الرهيبة بيننا ، بل كانت تعدني أخاها الأكبر ، و قالت لي مرة و نحن نرتب الأشياء في مرآب فيلتها عام 2004 :
- عارف يا أحمد ؟ انت بتفكرني بجورج كلوني جداً ...
فضحكت و قلت لها :
- طب انتي عارفة بقي انك شبه عامر منيب جداً ؟!! 

أحمد مدحت - ذكرياتي هناك :))))
13 أغسطس 2013

الوكالة

نظرتْ باستهانةٍ إلي الأفقِ المربّدِ بنذرِ العراكِ و الدم و هي تلوك لبانة تنفث نعناعاً، ثم حولت نحوي عينيها الساحرتين بينما انهمكتُ أنا في القلقِ و التفكرِ و حسابِ العواقب ، و مدت يدها برشاقةٍ نحو القلةِ الباردةِ علي سورِ الشباك ، فخبطت صدري بكوعها في إغراءٍ حتي التفتُ نحوها مرةً أخري ، و طالعتني نظرتُها المليئةُ بالشيطنة ، فقلتُ بلا مداراة لخوفي :
- الوكالة مليئة بالبضاعة ...
فقالت في سخرية : 
- انزل احرسها !.
رمقتُها في حيرةٍ ثم نظرتُ للميدان الهاديءِ في انتظارِ العاصفة ...


نَظَرتْ باستهانةٍ إلي الأفقِ المربّدِ بنذرِ العراكِ و الدم ، وهي تلوك لبانة تنفث نعناعاً، ثم حولت نحوي عينيها الساحرتين بينما انهمكتُ أنا في القلقِ و التفكرِ و حسابِ العواقب . ومدت يدها برشاقةٍ نحو القلةِ الباردةِ على سورِ الشباك ، فخبطت صدري بكوعها في إغراءٍ . التفتُ نحوها مرةً أخري ، فطالعتني نظرتُها المليئةُ بالشيطنة . قلتُ بلا مداراة لخوفي :
- الوكالة مليئة بالبضاعة ...
فقالت في سخرية : 
- انزل احرسها !.

رمقتُها في حيرةٍ ، ثم نظرتُ للميدان الهاديءِ في انتظارِ العاصفة ، بينما حرارة مفعمة باريج النعناع تربت ظهري ..

تخاريف

وقف بحيرة و غضب أمام تصريحها الأخير . المعازيم بدأوا في التوافد ، و عقد الزواج كتب منذ أسبوع ، و الأكبر من ذلك أنه لا يتخيل حياته بدونها . و عليه أن يقرر بين الاستمرار و التغاضي عن تلك العقبة أو طربقة الفرح .
انزوي في ركن من الحديقة الواسعة أمام الفندق السبع نجوم الذي سيشهد الفرح ، و اشعل سيجارة بعصبية ، ثم زفر دخانها الملوث بفكره الأسود ، بينما تردد في ذهنه اعترافها الأخير :
- ماعرفشي أدق التوم إلا بقميص النوم ...

أمين بك



و زفر "أمين بك" في ضجر و هو يستمع إلي الحلول التقليدية التي يطرحها أمامه أمراء الصعيد لصد الهجوم المحتمل لجيوش " محمد علي باشا " للبحث عنه تحت دعوي تطهير الصعيد . تحولت نجاته يوم المذبحة إلي حمل ثقيل علي نفسه، فوقوع البلاء أخف كثيراً من انتظاره . لإن لم يصل في أسرع وقت إلي مدد من القوة و السلاح و الرجال يضمن له الصمود حين ملاقاة القدر القادم ،فقل علي الدنيا السلام .
و قام من بينهم شاب وضحت علي ملامحه النجابة و قال :
- شوف يا أمين بك ... احنا هانعمل اعتصام ... و نمشي مسيرات و نكتب علي كل الحيطان "يا باشا يا قاتل " و " يا باشا يا خائن " !!.
فاعتدل أمين بك في جلسته و قال :
- اسكت يا بن المرة ...

أنا و النجوم 3

الاسبوع الماضي كلمتني " جوينيث بالترو " و هي مغرقة في الضحك و كانت تقرأ الاستاتس التي كتبتها عن تشبيهها بعامر منيب الله يرحمه ، و قالت و هي تصطنع الثقة :
- يا مدحت ... قريت نتيجة استطلاع مجلة بيبول اللي اتنشر امبارح ؟!
قلت لها :
- احنا الدنيا عندنا مقلوبة ... فض و حظر و حرب بعيد عنك !!
قالت في حزن :
- اه مانا شوفت ... معلهش
- ايه بقي حكاية مجلة بيبول ؟!
فضحكت و هي تعود لمرحها ، ثم قالت و هي تفصل كلماتها لمزيد من التشويق :
- اختاروني ..أجمل.. امرأة .. في العالم !!
ضحكنا كثيراً ثم قلت :
- خلاص بقي يا جو علشان المكالمة دولي !!


اغسطس 2013

لقاء تخيلي

جلست مع الشيخ العبقري محمد الغزالي و مولانا نجيب محفوظ نتباحث فيما يجري في مصر من صراع ، كان حواراً مثمراً آمنت فيه أنه لا تعارض صادم بين مطالب الدعاة و مطالب الليبرالية و العلمانية ... و قال محفوظ عن الإصلاح العلماني الذي ينشده :
- هو في أصله لا يضمر للدين أي عداء ، و لكنه يبغي الفصل بينه و بين السياسة تحريراً للإرادة في مواجهة مشكلات العصر .
و حين سألته عما إذا كانت العلمانية تصلح لمحاربة التطرف ، أجاب :
- كعلاج للتطرف يعتبر في رأي غير ناجح ، و هيهات أن ينتزع من تيار التطرف شاباً ليضمه إليه فيما هو متهم في الجانب الآخر بالالحاد و العداء للدين .
فسألته و ماهو شكل هذا الالحاد ؟! فقال :
- لقد زاد موقفه حرجاً من يتسللون إليه من أعداء الدين ممن تجري أقلامهم بكلمات استفزازية خليقة بأن تضاعف حدة التطرف بدلاً من أن تهدهده .
و سألته ما هو العلاج ؟! ... فأجاب :
- لعل العلاج يوجد في الإسلام الحقيقي كما تدعو إليه جماعة عرفت بالإيمان و الاستنارة معاً ، و أخلصت للقيم الخالدة إخلاصها للعلم و التقدم ، و تري في الاسلام روحاً تصلح لكل زمان و مكان ، إذا استغل وسائله القيمة من الاجتهاد و العقل و اتساع الأفق .

أحمد مدحت
* أقوال نجيب محفوظ مقتبسة من مقال " الصوت الذي يجب أن يُسمع " - نشر في جريدة الأهرام ( 18 سبتمبر 1980)


اغسطس 2013

انا و النجوم 2

كنت و جيمس كاميرون نقطع شارع عماد الدين في خطوات متسكعة و نحن نشرب مشروبه المفضل ، الحلابسة بالشاليمو ، كان الشارع قد أوشك أن يخلو من المارة بينما الساعة قد اقتربت من الواحدة صباحاً . و لاحظت أن كاميرون ليس كعادته ، فهو يتلفت في قلق غير مستريح ، علي الرغم من أنه كان منتشياً تماماً لحظة خرجنا من السينما بعد مشاهدة فيلم لحم رخيص ،و كان متحمساً جداً و هو يروي لي قصة فيلم يقوم بجلسات عمل له هذه الأيام عن السفينة تايتنك الغارقة و أخذ يؤكد في إصرار أنه لو وجد منتجاً يفهم سينما لراهن علي عشر جوائز أوسكار ، و لكن أصابه القلق فجأة ،فقلت :
- هل هناك ما يزعجك يا كاميرون ؟
فقال في همس :
- هناك من يسير خلفنا .
و بسرعة أمسك ذراعي حتي لا ألتفت إليه . فقلت :
- و لكن لماذا يتبعنا يا كاميرون ؟!
فسحب سحبة متوترة من الحلابسة و هو يقول :
- لا تأبه له ، أنني أتعرض لهذا الموقف يومياً ، فما أكثر الذين يتبعونني و في ظنهم أنني كوت ديفوار و بعد أن ألتفت إليهم يتأكدون أنني كاميرون .

أحمد مدحت ... و لن أسمح بأي قلة أدب :))))

سورة يوسف


(1)
الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ . إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ . نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ . إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ :

- يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ .

قَالَ :

- يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ

وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ .

(2)

لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آَيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ . إِذْ قَالُوا :

- لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ .

- اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ .

قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ :

- لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ .

(3)

قَالُوا :
- يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ.
- أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ .

قَالَ :
- إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ .
قَالُوا :
- لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ .

(4)

فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ .

(5)

وَجَاءُو أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ . قَالُوا :
- يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ .
وَجَاءُو عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ :
- بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ

( قرآن كريم - من سورة يوسف) -
هل ترون روعة النص و سلاسته و عمقه ، و هذا النقل بين المشاهد ؟؟؟ إنه أقرب ما يكون للأسلوب السينمائي و هو أسرع إيقاعاً من الأسلوب الروائي
ملحوظة : هذا هو نص بداية سورة يوسف لم أتدخل فيه إلا بتقسيم المشاهد فقط ... فانظر إلي جمال الأسلوب

اللحظة الحاسمة

بفعل شائعة لقيطة ، و لأول مرة اري الرجل الكبير بهذا الانهزام و الضعف ، فقلت في غضب :
- حتام نصبر علي الحبس هنا كالفئران ؟!
فتشاغل الرجل بنكت الأرض بنبوته الغليظ ، بينما تحمس الجميع فسرت همهمة غاضبة في انتظار اشارة منه لرد العدوان ، فرفع رأسه في غضب حتي خفتت الأصوات . ثم توجه إليّ فطالعتني نظرته القوية الثاقبة التي أعرفها ، و قال :
- كم يتبقي علي الصبح ؟!.
- ساعتان تقريباً !.
فقال في حزم :
- سيذهبون بعدها إلي أشغالهم و قد داخلهم زهو الانتصار، و حين يتفرقون نستطيع ان نعلن الحقيقة كاملة .
ثم أردف و هو يحكم قبضته علي النبوت :
- لا تلق بالحقيقة في أتون الغضب فتفني و ينتصر و ينهزم الجميع !. 

أنا و النجوم 1

في الحقيقة يشغلني منذ فترة طفولتي ، و هو " لماذا حين تقوم خناقة في قهوة في اي فيلم يقوم كل من في المشهد بضرب بعض حتي أولئك الجالسين علي ترابيزة واحدة !!!! " ، و بعدها بأيام كنت اسير في شارع طلعت حرب مع الرائع " ستيفن سبيلبرج " بعد مشاهدتنا النسخة الثري دي من فيلم تايتانيك ، و كان سبيلبرج سارحاً مغتماً بسبب قطع الرقابة لعدد من المشاهد - و قد عبر عن غضبه أثناء عرض الفيلم عدة مرات و قام في احداها بالوقوف و التصرف بطريقة سكندرية ازعجت كل المشاهدين ، و عندما عبرت له عن صدمتي قال أنه تعلمها من " أومر الشريف " !! .
و خطر لي بعد دقائق من خروجنا من السينما أن أسأله هذا السؤال المزمن عن خناقات السينما المصرية ، عله يخرج من حالته ، و قلت :
- هل شاهدت فيلم رصيف نمرة خمسة يا ستيفن ؟!
فالتفت إلي و قد استرد جزءاً من حيويته ، و قال :
- طبعاً ...
ثم أردف بولع:
-بتاع هدي سلطان .
فقلت مكملاً :
- و فريد شوقي و محمود المليجي ... و ..
فقاطعني قائلاً :
- فريد " شوكي " كان زوج هدي سلطان
- أيوة أيوة ... هل تذكر تلك الخناقات التي كانت تدور في الفيلم .. ألم تلاحظ أن ...
فقاطعني بقرف :
- أنا لم أشاهد الفيلم كاملاً ... لقد شاهدت فقط مشاهد هدي سلطان !!
عندئذ فهمت أن هدي سلطان هي النسخة المصرية من كيت وينسليت ، و لكني لم أفهم بعد لماذا كان جميع الكومبارس في القهوة يشتبكون في الخناقة ؟!.