ADAB !!!

الثلاثاء، ديسمبر 10، 2013

أنا و أبي (2)


أول ما تعي الذاكرة لأبي ، أنه كان مهندساً في مشروع أنفاق " مني " علي أطراف مكة . كان يصحبني كثيراً ، فأنبهر بالصحراء و الآلات و العمال ذوي الألف بشرة ، من هنود لعرب لأوروربيين ، و أنبهر أكثر بخوذة أبي الصفراء التي لا تستطيع رقبتي تحملها فوق رأسي فلا أتركها له و لكن امسك بها و اتخذها كطبلة طالما انا في الموقع !! . لا أعلم ماذا كان ترتيب أبي الوظيفي ، لكنه لم أره أبداً يتحدث لأحد علي أنه أعلي منه ، كما أنني لم أره - طول حياته - يتحدث لأحد علي أنه أقل منه . كان يسير مهاباً و متواضعاً في الوقت ذاته ، كما أنه باسماً و حازماً أيضاً ...
و في البيت لم أكن أري أبي إلا في صحبة كتاب أو جريدة أو مجلة ، فلم يقدر لي أن أره غير منشغل أبداً .
اللهم اغفر له و ارحمه