ADAB !!!

الجمعة، سبتمبر 06، 2013

دولة العرب



ألا افنيت يا ربي دولةً... يدعونها دولة العرب ؟!
مات الزمان فوق أعتابها. فظلام حاضرها و غدها 
و ماضيها من كثرة الإستهلاكِ قد نضب 

يونيو 2012

حامل الجرة


و تعلقت الأبصار بحامل الجرة ، فهو في الحقيقة يحمل أرواحنا في هذه الصحراء المقفرة ، و استسلم الرجل للإنهاك و سقط منهاراً ، فرأي الجميع أن يتسلم آخر هذه المهمة العظمي و عدوا انتظار شفاءه مخاطرة غير مأمونة. كانت المهمة في الواقع شاقة فنحن علي وشك الخوض في رمال ناعمة و كثبان غير مستوية ، و بدلاً من أن يتملص الجميع من ثقل المسئولية استفزهم العناد فتصدي أكثر من واحد لها ، وجري استفتاء غير حاسم تسبب بوصول رجلين إلي منافسة مباشرة . تعلقت الأبصار بواحد منهم و لكن الآخر كان أكثر هدوءاً فاجتذب أصواتاً إضافية إليه ليبتلي في النهاية بحمل الجرة التي تحمل أرواحنا . كنا نشك في قدرته علي هذه المهمة الشاقة و لكن تقاليدنا و مسيرنا المرعب في الصحراء جعل من معاونته علي النجاح أمراً لازماً فجعل أكثر من واحد يعاونه و كان هو من الذكاء بحيث لم يتصور أنه يستطيع الوصول دون معاونة . و لكن أخرون رأوا أن فوز الرجل غير ذي معني و أنه غير جدير بحمل الجرة من الأساس مما يعني أنه يجب أن يتركها حيث هي للمرشح الخاسر ، و استفز الأمر مناصري حامل الجرة الجديد و عدوا ذلك انقلاباً علي التقاليد و حاول أكثر من عاقل التدخل للحفاظ علي الماء ، و قال رجل :
- إذا رأيت أنك أفضل من يخدمنا فمهد الطريق لمن تراه عاجزاً فتحمينا جميعاً .
و لكن التهديد كان صريحاً :
- لن ندعه يخطو خطوة بغير ارادتنا ، إذ إننا في الواقع لا نطمئن لما قد يحدث منه فيضييع أعمارنا وسط الرمال .
و أكثر من عين تعلقت بجرة الماء و هي تتأرجح علي وقع الوعيد و الخلاف .

نوفمبر 2012